هل يجب أن يقف المسوق ويسأل: ماذا تغيّر في التسويق؟!
لكن لماذا هذا السؤال واليوم؟
أعتقد بدايتاً أن سؤال هذا السؤال قد تأخر ولكن لعنا ندرك بعض الوقت.
فلا يخفى على أحد التسارع الكبير فى تطور الذكاء الاصطناعي فى جميع مناحي الحياة, بل لا يمر يوم أو اسبوع حتى يتم الإعلان عن أداة أو تطور جديد. ( سرعة لم نكن فى اعتقادي مؤهلين لها)
لنعود للتسويق.
ماذا تغير فى تسويق الأمس عن تسويق اليوم!
بل ماذا لم يتغير من الأمس من حيث
- الاستهداف
- الميزانية
- قياس الاداء
- التصميم والمحتوى
- المجموعات الاختبارية
- الإنتاج
- دور قسم التسويق نفسه وعلاقتة بباقي الإدارات.
الأستهداف
أمس : كان استهداف العملاء بناء على العمر , الجنس , الموقع الجغرافي والاهتمامات , الحاله الاجتماعية , الوظيفة
اليوم : أي ظرف يمر به العميل الآن؟
أو لم يعد السؤال “من هو عميلنا؟”، بل “متى وأين وكيف نصل إليه بالرسالة المناسبة في اللحظة المناسبة؟
الآن : اصبح الاستهداف ديناميكياً ويتغير لحظة بلحظه, مبنى على السياق والسلوك وليس الهوية.
كما ان الاستهداف اصبح دقيق للغايه وشخصي اكثر ليعبر الاعلان عن الشخص واللحظه التى يمر بها
النتيجة : إعلان يظهر للشخص المناسب في اللحظة المناسبة له.
- 71% من المستهلكين يتوقعون تفاعلات شخصية من العلامات التجارية و 76% يصابون بالاحباط عند عدم حدوث ذلك.
- 60% من العملاء يقولون إن التخصيص (Personalization) يؤثر على قرارات الشراء الخاصة بهم.
- 25% زيادة .متوقعة فى رضا العملاء ومعدلات التحويل بنسبة 30% بفضل الذكاء الاصطناعي في التسويق.
الميزانية
أمس : كان مدير التسويق يحدد ميزانية الحمله وربما النتائج المتوقعه بناء على الحملات السابقة أو الموسم او المخزون المتوفر لديه أو أنه كان يعتمد على رد الفعل والتوقعات البشرية التى قد تكون غير دقيقة أو غير محدثه بشكل فوري
اليوم : مع استخدام النماذج التنبؤية تمكن من تحديد كم المبيعات المتوقعه بناء على كل المدخلات مع مراقبة الاداء لحظه بلحظه مع اعادة توزيع أو تخصيص الميزانية بناء على الفاعليه والنتائج ليقوم النموذج بشكل اتوماتيكي بنقل الميزانية من قناة إعلانية الي الاخرى ومن نسخة اعلان الى الاخرى بشكل سريع ونحو الاعلى اداء مع تكامل لحظي مع المخزون ليقوم بايقاف المنتجات التى نفذت واعادة توزيع الميزانية
ومع وجود نماذج اخرى أكثر تقدماً وبناء على توقعات المبيعات وحركة المخزون يقوم النموذج باتمام عملياء الشراء من المصادر المعتمدة اتوماتيكياً مع حساب فتره استلامه بالمخازن ليضمن استمرار بيع المنتجات الاكثر اداءاً وربحاً .
النتيجة : كفاءة أعلى فى انفاق الميزانية وتعظيم العائد على الاستثمار.
- 20% من المسوقين خصصوا أكثر من 40% من ميزانياتهم التسويقية لحملات مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
- الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في التسويق أفادت بتحقيق نمو في الإيرادات بنسبة 39% وتخفيض في التكاليف بنسبة 37%.
- وصلت قيمة سوق الذكاء الاصطناعي في التسويق إلى 48.8 مليار دولار فى نهاية 2024. من المتوقع أن تصل إلى 107.5 مليار دولار بحلول عام 2028،
- شركة Klarna وفرت 10 ملايين دولار سنويًا في تكاليف التسويق باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي
قياس الاداء
أمس : كان قياس اداء الحملات وتقييم الاعلانات بعد اطلاقها بعدة ايام وربما بعد انتهاء الحمله فبعد اطلاق الحمله تنتظر لعدة ايام لتحليل النتائج يدوياً نوعاً ما لتكتب التوصيات للحملات القادمة او التحسين للحملات الحاليه اذا كان لديك الوقت الكافي ليكون القرار عادتاً متاخر وقد اهدرت الميزانية غالباً
اليوم : تبدأ بنماذج التنبؤات قبل البدأ ثم رصد وتحليل النتائج بشكل لحظي مع اتخاذ القرارات واعادة توزيع الميزانيه بشكل مباشر.
النتيجة : قرارات سريعة ومبنية على بيانات لحظية تؤدي لتحسين النتائج فورًا
- الذكاء الاصطناعي يوفر للمسوقين أكثر من 5 ساعات أسبوعيًا في المتوسط، مما يسمح لهم بالتركيز على المهام الاستراتيجية.
- 88% من المسوقين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في وظائفهم اليومية، مع 81% منهم يستخدمونه لاستخلاص الرؤى بشكل أسرع و90% لاتخاذ قرارات أسرع.
التصميم والمحتوى
أمس :كان فريق التصميم ينتج عدد من التصاميم ليتم الاختيار منها ثم تصميم عده نسخ بمحتوى مختلف لتجربتها ويستغرق ذلك وقتاً وجهداً ومراجعه من قبل مدير التسويق
اليوم : يتم الحصول على البيانات والمعلومات الخاصة بالمنتج اتوماتيكيا من المتجر , وتحليل النتائج السابقة لكل الحملات لينتج الاف النسخ تلقائياً وكل نسخه تستهدف جمهور أو سياق مختلف مع تصنيفها وتوقع مدى نجاحها
ليتحول دور الفريق لحسين النتائج والتوجية الاستراتيجي وليس البناء ثم يتحول دور الذكاء الاصطناعي لقياس النتائج واتخاذ الاجراءات المناسبه وفق النتائج! ليتمركز دور الفريق على التوجية الاستراتيجي!
النتيجة : تسريع وتنوع الإنتاج
- تم تحليل أكثر من 850 مهمة تسويقية وإبداعية في 16 صناعة مختلفة بواسطة ماكينزي ليتضح ان الاستخدام الفعّال للذكاء الاصطناعي يقلل الوقت اللازم للإنتاج بنسبة تتراوح بين 30 إلى 40% وسيوفر من 200 الى 340 مليار دولار سنوياً فى قطاع التسويق والابداع !
- واحد من كل خمسة منشئي محتوى فى امريكا بيستخدم الذكاء الاصطناعي لتحرير المحتوى وإنشاء الصور ومقاطع الفيديو.
المجموعات الاختبارية
امس : كان يتم اختيار مجموعات لفهم المنتج (Focus Groups) واخذ تجربتهم كمقياس للتحسين ,فبعد تسجيل ملاحظاتهم وتحليلها يتم تطوير المنتج او الاعلان! وما يستغرقة ذلك من وقت ومحدودية وربما الانحياز لرأي ما
اليوم: اصبح بناء مجموعات تضم شخصيات افتراضية تعتمد على بيانات حقيقية لعملاء سابقين او عملاء من مصادر اخرى ليجري النموذج اختبار فوري ماذا سيعجبهم وماذا لا , كيف تفضلون ان يكون التغليف , هل اسعر مناسب؟ ماهي الكلمات والتصاميم والالوان التى قد تؤثر على قرارهم! ليقوم بعرض النتائج بعد تنفيذ مقترحاتهم مباشراً ليعيد طرح الاسئلة ورأيهم , حتى يخرج اكثر ملائمه .
النتيجة : فهم أعمق وأسرع وأكثر تنوعًا لتفضيلات العملاء
- شركة Klick Health أنشاءت مجموعه من الاف الاطباء الافتراضيين للتفاعل حول رسائل تسويقية خاصة باحد المنتجات الدوائية وكانت النتائج جديرة بالأهتمام.
الإنتاج
أمس : كان لديك بقسم التسويق تعاقدات من وكالات أو فرق داخليه لكتابه المحتوى والتصاميم وانتاج الفيديو
اليوم : تحول الدور البشري من الانتاج وادارة المهام الى الابداع والتوجيه فبنموذج واحد يمكنك انتاج عشرات مقاطع الفيديو عن كل منتج يستهدف فئة وسلوك معين بنصوص ابداعيه
النتيجة : تقليل التكلفة وزيادة الإنتاجية مع تحسين الجودة
دور قسم التسويق
أمس : كان قسم التسويق ادارة شبه مستقله عن باقي الشركة نوعاً ما وتركيزة على الحملات والمحتوى والاعلانات مع تنسيق ضعيف نوعا ما لادارة العمليات , المخزون و الماليه , المبيعات , المنتج , الخ .
اليوم: التسويق قلب الشركة! وجزء من العقل الجمعي الذي يحرك الشركة وفق البيانات والتكامل مع كل الأقسام بشكل مباشر ليتداخل مع فريق المنتج, التصنيع او المشتريات وكذلك خدمة العملاء والفريق التقني والموارد البشرية والماليه, الخ.
النتيجة : تأثير استراتيجي أكثر من تكتيكي على قرارات الشركة ونتائج مختلف الأقسام.
- 75% من القادة الذين تستخدم فرقهم الذكاء الاصطناعي يقولون إن فرقهم تتعاون بشكل أفضل
- الأقسام التسويقية الرائدة لديها شراكات قوية مع أقسام المنتج (55%)، والمبيعات (54%)، وتكنولوجيا المعلومات (54%)
- أكثر من نصف المتخصصين في التسويق والإعلان في أوروبا وأمريكا بيستخدموا الذكاء الاصطناعي لصياغة المحتوى والعصف الذهني وتوليد الافكار!
نعود للسؤال الأول .
هل يجب أن يقف المسوق ويسأل: ماذا تغيّر في التسويق؟!
وربما يكون السؤال الأدق اليوم هو: هل نحن مستعدون لهذا التغيير؟
هل أنت مستعد لهذا التغيير!
هل لديك الادوات اللازمة!
هل فريقك جاهز لهذا التغير
قدّم لفريقك ورشة عمل لفهم استخدامات الذكاء الاصطناعي التسويقي
وفى النهاية

وظيفتك لن يأخذها الذكاء الاصطناعي، بل من يعرف كيف يستخدمه
https://www.zebracat.ai/post/ai-marketing-statistics
https://marketingandpharma.com/whats-new-in-pharma-marketing-focus-groups-thousands-of-ai-physicians
/https://www.zoom.com/en/blog/workplace-collaboration-statistics/
https://marketingsherpa.com/article/chart/interdepartmental-collaboration